دخلت الحرب العدوانية على قطاع غزة يومها الـ 77 على التوالي، وآلة الحرب “الإسرائيلية” لم تتوقف عن ارتكاب المزيد والمزيد من المجازر التي تُصنف جرائم إبادة جماعية تُدخل قادة الاحتلال قفص الاتهام كـ “مجرمي حرب”.
ولليوم الـ 77 تواليًا لم يُوقف الاحتلال استهداف المنظومة الصحية في مختلف مناطق قطاع غزة، تزامنًا مع استهداف الإعلام الفلسطيني لـ “ضرب” الرواية الفلسطينية ومنع الإعلام من نقل صورة حرب الإبادة في غزة.
واستمرارًا في استهداف المنظومة الصحية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مركز إسعاف جباليا شمالي قطاع غزة، واعتقلت كل الطواقم والمسعفين، واقتادتهم إلى جهة مجهولة. بينما أكدت جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني” أن الاتصال انقطع عن مركز إسعاف جباليا إثر تعرضه للاقتحام.
يأتي هذا التطور، بينما خرجت جل المراكز الصحية شمالي القطاع عن الخدمة.
وواصل طيران الاحتلال غاراته “العنيفة” وقصفت مدفعيته الحربية المربعات السكنية في مختلف مناطق قطاع غزة، لا سيما في مدينة خانيونس وشمال غزة.
وأظهر تحليل صور أقمار اصطناعية، نقلتها وكالة الـ “AP” أن الغارات دمرت منذ بداية الحرب أكثر من ثلثي المباني شمالي القطاع وربع المباني في خان يونس جنوبا.
وقصف الطيران الحربي منازل المواطنين المأهولة بالسكان جنوب شرقي قطاع غزة، وقصف محيط المستشفى الأوروبي بمدينة خانيونس.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن إحدى العاملات في مستشفى العودة المحاصر شمالي القطاع استشهدت برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت مصادر طبية أن 7 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون جراء قصف “إسرائيلي” استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. منوهة إلى ارتقاء شهيدين وإصابة آخرين في قصف “إسرائيلي” استهدف منزلا جنوب شرق خانيونس جنوبي القطاع.
واستشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر، إثر غارة جوية “إسرائيلية” استهدفت محيط مسجد آمنة شمالي رفح، جنوب قطاع غزة.
وقصفت “مدفعية الاحتلال” بشكل عنيف منطقة الصفطاوي، شمال حي الشيخ رضوان، بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين المدنيين وإصابة العشرات بجراح متفاوتة.
وأفادت مصادر اخبارية “، نقلًا عن مصادر محلية، بإصابة المدير العام لوزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش واستشهاد ابنته وابنة شقيقته في قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمالي القطاع. لافتًا النظر إلى أن عملية البحث ما زالت جارية تحت الأنقاض.
وارتقى ثلاثة أطفال شهداء؛ بينهم طفل رضيع، وعشرات الجرحى من النساء والأطفال جرّاء غارة جوية استهدفت منزلًا لعائلة ضهير غرب مدينة رفح.
واستشهد 6 مدنيين وأصيب آخرون في غارة “إسرائيلية” على منزل شرق خانيونس جنوب القطاع. ووصل إلى مستشفى ناصر الطبي، جثامين عدد من الشهداء والعشرات من الجرحى، جراء قصف طيران الاحتلال ومدفعيته منازل المواطنين شمال غرب، وشرق خانيونس.
وانتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف جثامين 9 شهداء بينهم أم وبناتها الخمسة، جراء قصف منزلهم في بلدة جباليا، لترتفع حصيلة الشهداء في البلدة ومخيمها خلال الـ 24 ساعة الماضية، إلى نحو 30 شهيدا والعشرات من الجرحى.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها تلقت عشرات الاتصالات عن قصف منزل في منطقة النزلة في جباليا، ووجود أعداد من الشهداء والجرحى، حيث لم تتمكن أي من طواقم الإسعاف أو فرق الانقاذ من الوصول إليهم.
ونوهت مصادر إخبارية ، نقلًا عن سكان محليين، إلى تجدد القصف على المنطقة الشرقية من دير البلح وسط القطاع، بينما استهدفت غارة “إسرائيلية” منزلًا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
والليلة الماضية، ارتقى 7 شهداء بقصف إسرائيلي استهدف منزلا بالمخيم الجديد غربي النصيرات، وسط قطاع غزة، واستشهد آخرون وأصيب العشرات باستهداف منزل سكني بمحيط جسر وادي غزة وسط القطاع.
واستشهاد المقدم مهدي العقاد، مدير شرطة مركز خانيونس المدينة، جرّاء قصف استهدف منزلًا لعائلة العقاد في منطقة الضابطة الجمركية بمنطقة معن شرقي خانيونس، جنوبي قطاع غزة.
وأسفر القصف لذات المنزل عن ارتقاء 6 شهداء مدنيين وإصابة آخرين، بنما يجري البحث عن مفقودين تحت أنقاض المنزل.
ودمّر طيران الاحتلال الحربي، الليلة الماضية، مسجد النور في قيزان النجار بخان يونس، ما أدى لإصابة 4 مواطنين بجراح طفيفة.
وذكرت مصادر محلية، أن استهداف منزل المواطن “أبو محمد أبو عطيوي” في محيط دوار أبو فياض بالمخيم الجديد في النصيرات، أسفر عن استشهاده هو وزوجته وعدداً من أبنائه.
اغتيال 98 صحفيًا..
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي، مساء أمس الخميس، بأن 98 صحفيًا وعاملًا في الإعلام الفلسطيني بقطاع غزة قد استشهدوا وأصيب آخرون، عقب استهدافهم ومنازلهم بغارات خلال الحرب على غزة والمستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
ونعى المكتب الصحفيين الشهداء، مضيفًا أن الاحتلال “اغتالهم في محاولة لتغييب الرواية الفلسطينية ولطمس الحقيقة، لكن الاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في كسر إرادة شعبنا العظيم“.
مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي..
وصرحت منظمة الصحة العالمية، بأن “غزة تواجه مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي مع خطر المجاعة الذي يتزايد يوميا”.
وأفادت بأن “نسبة 93% من سكان غزة يواجهون مستويات أزمة جوع غير مسبوقة”.
وقال برنامج الغذاء العالمي، إن “غزة تواجه جوعا كارثيا، وتقرير جديد يتوقع حدوث مجاعة في حال استمرار النزاع”.
وأوضح: “هناك خطر حدوث مجاعة بغزة ما لم يتم توفير غذاء كاف ومياه نظيفة وخدمات طبية وصرف صحي”.
بينما عادت الولايات المتحدة الأمريكية إلى “مربع القلق”. زاعمة: “قلقون إزاء الوضع الإنساني في غزة، ومتفقون على وجود قدر هائل من المعاناة مع قدوم فصل الشتاء”.
وادعت واشنطن، التي عطلت التصويت على قرار جديد في مجلس الأمن الدولي حول وقف العدوان “الإسرائيلي” على غزة: “نقود العالم لتخفيف الألم والمعاناة في غزة، ولا نريد تعرض المزيد من المدنيين للأذى”.
تل أبيب تتساوق مع “القلق” الأمريكي، ولكن!
وتساوقت حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” مع التصريحات والقلق الأمريكي بالتأكيد على أنها “تُفكر إسرائيل تفكر في تمديد التهدئة لأكثر من أسبوعين لإقناع حركة حماس بالإفراج عن محتجزين لديها”، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
ولكن التصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام “الإسرائيلية” عن مصادر سياسية (لم تُسمها) جاءت وسط ضغوط تتعرض لها حكومة بنيامين نتنياهو، خاصة من عائلات الأسرى، لإبرام صفقة تبادل شاملة.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب قدمت عرضا بشأن صفقة تبادل جديدة للأسرى مع الفصائل الفلسطينية، وأنها تتوقع ردا من الوسطاء القطريين خلال أيام قليلة.
“ولأن الماء تُكذب الغطاس”، سارع قادة مجلس حرب الاحتلال إلى العودة لمراكزهم وإطلاق تصريحات التهديد والوعيد لحركة “حماس” وقطاع غزة بـ “إطالة الحرب” وعدم وقفها.
وفي هذا الشأن، قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إنه “لن يوقف الحرب وسيقاتل حتى النصر، وإن أمام حركة حماس خيارين إما الاستسلام أو الموت”.
كما صرح عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، بأنه “لا توجد نية لوقف الحرب وستستمر لأي وقت تتطلبه، وبأن مصير قادة حركة حماس الذين يرفضون إطلاق سراح المسنين والنساء والأطفال هو الموت”، على حد قوله.