شهدت مدينة جنين مؤخرًا اجتياحًا استمر لعشرة أيام خلّف وراءه دمارًا هائلًا وشهد سقوط 22 شهيدًا، إضافةً إلى عشرات الإصابات بين المدنيين.
لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بالقصف المكثف بل لجأ أيضًا إلى عمليات تجريف وحرق المنازل وتهجير المواطنين، مما جعل المدينة تبدو كمنطقة منكوبة.
الدمار شمل كافة مناحي الحياة، حيث تضررت البنية التحتية بشكل كبير، وترك العديد من الأسر بدون مأوى أو مصدر رزق.
**تضامن ضعيف رغم الجراح النازفة**
بالرغم من حجم الفاجعة والجرائم التي ارتكبها الاحتلال في جنين، وقبلها في غزة والضفة، إلا أن التضامن العربي والدولي ظل محدودًا وغير مؤثر.
هذا الضعف في التفاعل مع جرائم الاحتلال يطرح تساؤلات حول مدى التزام العالم بقضايا حقوق الإنسان والعدالة، وأيضًا حول الدور الذي تلعبه الدول العربية في دعم القضية الفلسطينية.
في ظل هذا الصمت، يبدو أن الشعب الفلسطيني وحيدًا في مواجهة الاحتلال، وكأن تضحياته لا تلقى الاهتمام المطلوب.
**غياب الأجهزة الأمنية: تساؤلات مشروعة**
أثناء هذا الاجتياح وما رافقه من اعتداءات في طولكرم ونابلس والخليل، يبرز سؤال ملح: أين دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مواجهة هذه الانتهاكات؟ كيف يمكن أن نبرر غيابها عن المشهد في وقت يحتاج فيه الشعب إلى حماية حقيقية؟ الشعب الفلسطيني يتساءل: هل الأجهزة الأمنية معنية بحماية المواطن أم أن دورها يقتصر على مهام أخرى؟
الوضع الحالي يعكس حالة ضعف كبير في الحالة الفلسطينية، حيث يظهر الانقسام الداخلي بوضوح. تشتت وحدة الصف الفلسطيني يضعف المقاومة ويجعلها غير قادرة على مواجهة الاحتلال بفعالية. بينما المقاوم الفلسطيني يواجه الاحتلال بشجاعة، نجد أن الأجهزة الأمنية تلاحقه بدلاً من احتضانه ودعمه.
**متى سنرى الوحدة الحقيقية؟**
الوحدة هي المفتاح الرئيسي لمواجهة الاحتلال.الشعب الفلسطيني يحتاج إلى لحظة صدق مع نفسه. متى سنرى يومًا يكون فيه المقاوم جزءًا من النسيج الأمني، محميًا ومحتضنًا من قِبَل الأجهزة الأمنية بدلًا من ملاحقته؟ متى سنرى جميع الفصائل والقوى الفلسطينية تتوحد لمواجهة العدو المشترك بدلًا من التناحر الداخلي؟
**كفانا انهزامًا أمام الاحتلال**
كفانا انهزامًا أمام جرائم الاحتلال المتكررة. الوحدة الحقيقية ليست مجرد شعار أو أمنية، بل هي ضرورة ملحة لصد الاحتلال ومواجهة مخططاته. الشعب الفلسطيني يحتاج إلى قوى متماسكة ومتحدة، حيث تتكاتف كافة الجهود السياسية والعسكرية والمجتمعية لمواجهة هذا العدو.
حان الوقت لأن نرى قيادة فلسطينية متحدة تضع خلافاتها جانبًا وتعمل معًا من أجل هدف واحد: تحرير الأرض وكرامة الإنسان.