مقالات

بقلم: حمزة حماد /يغتالون وتبقى عين الحقيقة

يبدو أن مهنة الإعلام أو المتاعب كما يطلق عليها باتت تؤرق الاحتلال الإسرائيلي بكل تشكيلاته الأمنية والسياسية والعسكرية، فلا يمكن أن تشهد الأراضي الفلسطينية أحداث ساخنة إلا وقد نجد عمليات استهداف مباشرة للصحفيين الفلسطينيين، لا سيما ما يشهده قطاع غزة هذه الأيام.

قطاع غزة الذي يتعرض لعمليات الإبادة الجماعية والنزوح تحت زخات وصليات الرصاص وحمم الطائرات بكل أنواعها منذ أكثر من 70 يوما على التوالي، يعيش فيه الصحفيون ظروف قاهرة لا يمكن وصفها كحال باقي شرائح المجتمع الذي يتعرض للموت الجماعي، بل تهديد مباشر أن من يواصل نقل الحقيقة لن ينعم بالأمن والأمان.

هذا الاحتلال الذي صدع رؤوسنا ورفعه للشعارات المزيفة باتت روايته توصف بـ«المضروبة» إزاء تزايد أعداد الشهداء من هذه المهنة التي قدمت تضحيات جسام على مدار تاريخ شعبنا ونضاله المقدس لانتزاع حقوقه المشروعة من أنياب هذا الاحتلال وحلفاؤه سواء الولايات المتحدة التي أبدت تأييدا معلنا لقتل الفلسطينين أو الغرب الذي يواصلون الصمت ويعيشون دور المتفرج على معاناته.

هكذا تبدو حياة هؤلاء الفرسان صعبة، أمام غياب المساءلة، ودور مؤسسات حقوق الإنسان والصحفيين، والعدالة الدولية، لكن يبدو أنها لم تكترث بعد إلى الـ91 شهيدا من فرسان الحقيقة الذين كتبوا بالدم لفلسطين، وهم يجسدون مقولة الشهيدة والصحفية شيرين أبو عاقلة التي اغتيلت وهي تنقل الحقيقة: «ليس سهلا أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم».

الصحفي الفلسطيني يعمل في هذه المهنة وهو يعلم أنه سيرحل شهيدا، ويعيش فقط في قلوب الأحرار من هذا العالم الظالم، فلا مجال للشك أن هؤلاء الأقمار ستبقى أسمائهم وصورهم محفورة في وجدان أبناء شعبنا.

ما زلنا نكتب لفلسطين، ولشعبنا، ولمستقبلنا الذي سيتغير مع زوال الاحتلال الفاشي بكل صوره الإرهابية التي حفرها في عقول الصغار والكبار بفعل إجرامه المتواصل، فكانوا واهمون حين قالوا: «إن الكبار يموتون والصغار ينسون»، فمات الكبار ولم ينسى الصغار، وما زالت العجلة تدور.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى