اسرائيلياتتقارير ودراسات

تقرير: انهيار الاقتصاد الإسرائيلي تحت ضغط الحرب على غزة

**تواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي أسوأ أزمة اقتصادية لها منذ سنوات، مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة التي دخلت شهرها الـ11.** الحرب أثرت بعمق على الاقتصاد الإسرائيلي، مظهرةً حجم الانهيار الذي تعاني منه البلاد.

**الركود الاقتصادي الحاد:**

شهد الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الإسرائيلي انكماشًا بنسبة 4.1% في الأسابيع التي تلت هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويستمر التراجع حتى عام 2024، حيث انخفض بنسبة 1.1% و1.4% في الربعين الأولين من العام. وكان الإضراب العام في الأول من سبتمبر/أيلول الذي شلّ النشاط الاقتصادي المحلي، دليلاً على الغضب الشعبي من تعامل الحكومة مع الحرب.

**تداعيات الحرب الاقتصادية:**

على الرغم من أن تأثيرات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي لا تُقارن مع التدمير الكلي للاقتصاد في غزة، إلا أن الحرب ألحقت أضراراً جسيمة بالتمويل والاستثمار والثقة الاقتصادية في “إسرائيل”. بعد سنوات من النمو السريع، خاصة في قطاع التكنولوجيا، شهدت “إسرائيل” تحولات جذرية في اقتصادها.

**التوقعات المظلمة:**

خفض بنك “إسرائيل” توقعاته للنمو الاقتصادي إلى 1.5% لعام 2024، من 2.8% في تقديرات سابقة. كما يتوقع أن تصل تكلفة الحرب على غزة إلى 67 مليار دولار بحلول عام 2025، مما يفرض ضغوطاً هائلة على المالية العامة للدولة. حتى مع المساعدات العسكرية الأمريكية البالغة 14.5 مليار دولار، تبقى هذه المبالغ غير كافية لتغطية النفقات المتزايدة.

**أزمة القطاعات الحيوية:**

شهد قطاع البناء تباطؤاً حاداً بنحو الثلث، بينما تضرر قطاع الزراعة بشكل كبير، مع انخفاض الإنتاج بنحو الربع في بعض المناطق. كما أدى استدعاء 360 ألف جندي احتياطي وتهجير أكثر من 120 ألف إسرائيلي من منازلهم إلى تفاقم أزمة نقص العمالة.

**أزمة السياحة والقطاع الخاص:**

تضررت السياحة بشكل كبير، حيث انخفضت أعداد السياح بشكل ملحوظ، مما أدى إلى احتمالية إغلاق العديد من الفنادق. تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 60 ألف شركة إسرائيلية قد تضطر للإغلاق في عام 2024 نتيجة لنقص الموظفين وانقطاع سلاسل التوريد.

**تأثيرات أوسع على الاقتصاد الفلسطيني:**

الاقتصاد الفلسطيني يعاني من تداعيات كارثية، حيث أدى القرار الإسرائيلي بحجز عائدات الضرائب إلى أزمة سيولة لدى السلطة الفلسطينية. توقفت التجارة في غزة، مما جعل العديد من الفلسطينيين يعتمدون على المساعدات، وتعرضت البنية التحتية الحيوية للتدمير.

**التأثير الإقليمي:**

أشار صندوق النقد الدولي إلى توقعات نمو ضعيفة في الشرق الأوسط لعام 2024، بسبب حالة عدم اليقين الناتجة عن الحرب والتهديدات بصراع إقليمي شامل.

**خلاصة:**

تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة في انهيار اقتصادي واسع، مما يبرز حجم الكارثة التي تواجهها “إسرائيل”. التحديات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، تتطلب حلولاً عاجلة لوقف إطلاق النار وإصلاح الأضرار الاقتصادية، لتحقيق التعافي على نطاق أوسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى