الخبر الرئيسيمقالات

بقلم “صالح شوكة” بين ضياع الجيش الإسرائيلي وثبات المقاومة: قراءة في أحداث تشرين وتموز

في خضم الأحداث المتسارعة والمعقدة، يبدو الجيش الإسرائيلي تائهًا بين شهري تشرين وتموز، عاجزًا عن مجاراة التطورات على الأرض.

هذا المشهد يعكس تفوق المقاومة في التخطيط والتطبيق، مما يبرز العديد من النقاط المحورية التي تستحق تسليط الضوء عليها.

نتهاكات الجيش الإسرائيلي وتوثيق المقاومة

تعد انتهاكات الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين من أبرز ما كشفته عمليات حزب الله.

الجيش الإسرائيلي لجأ إلى استخدام المدنيين دروعًا بشرية داخل المستوطنات، محولًا المنازل والملاعب ورياض الأطفال إلى مخابئ عسكرية.

المقاومة اللبنانية لم تكتفِ بالكلام، بل وثقت هذه الانتهاكات بالصوت والصورة، مؤكدة بذلك على طبيعة الاحتلال غير الأخلاقية.

المستوطنون أنفسهم أضافوا أدلة عبر مقاطع فيديو تعكس نفس الحقيقة.

قوة محور المقاومة

“محور المقاومة” كان في السابق موضوع تهكم وسخرية، ولكن التطورات الأخيرة، لا سيما طوفان الأقصى، أثبتت تماسك هذا المحور ووحدة جبهاته.

في مواجهة محور الشر الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها، برزت المقاومة كقوة فاعلة تدافع عن حقوق الشعوب المقهورة وتفضح السياسات الظالمة.

استراتيجيات المقاومة وجاهزيتها

من تشرين وحتى اليوم، أظهرت المقاومة تخطيطًا دقيقًا واستعدادًا شاملاً.

هذه التحركات ليست عشوائية أو ردود فعل لحظية، بل استراتيجيات مدروسة تؤكدها خطابات قادة المقاومة ومواقفهم الصلبة.

المقاومة أظهرت مرارًا أنها ليست قوة رد فعل، بل هي قوة تملك رؤية واستراتيجيات واضحة.

فشل سياسات الاحتلال

تصاعد العمليات ضد أهداف الاحتلال يعكس فشل سياسة العزل والترهيب والردع.

المقاومة أثبتت أن إسرائيل عاجزة عن الضغط على الحاضنة الشعبية والاقتصاد، مما زاد من قوة وتأثير المقاومة.

هذا الفشل جعل الاحتلال في موقف ضعيف أمام المجتمع الدولي وأمام شعوبه.

تحول مسيرة الأعلام إلى رمز للفشل

كانت مسيرة الأعلام رمزًا لسيادة إسرائيل، لكنها تحولت منذ عام 2021 إلى يوم يلعنه المستوطنون.

بفضل صواريخ المقاومة وعملياتها واحتجاجاتها، فقدت المسيرة رمزيتها وأصبحت تعبيرًا عن ضعف الهوية الإسرائيلية وتشتت وحدتها.

المقاومة نجحت في تحويل هذا اليوم إلى محطة للفشل الإسرائيلي.

 استنزاف الجيش الإسرائيلي بين الجبهات

الصمود والمواجهة في غزة ولبنان أربكت الجيش الإسرائيلي وأفسدت خططه.

الجيش الإسرائيلي يجد نفسه عالقًا في رمال غزة ومستنزفًا في جبال الأرز وأحراش جنوب لبنان.

هذا الوضع دفعه لاستدعاء الاحتياط لمواجهة التحديات المتزايدة، مما يعكس حالة التيه والضياع التي يعاني منها.

فشل محاولات صفقة بايدن

إدارة بايدن سعت لتنفيذ صفقة تفصل الساحات وتستغفل المقاومة، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل.

المقاومة تدرك أن فصل الساحات هو انتحار استراتيجي، لذلك ترفض هذا السيناريو وتظل متماسكة في مواجهة هذه المحاولات.

فشل الصفقة يعزز وحدة المقاومة ويزيد من صمودها.

الخلاصة

في ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى الوقت لصالح المقاومة، حيث تشير عقارب الساعة إلى لعنة العقد الثامن بوضوح.

كل أشهر السنة باتت تحمل أيامًا صعبة وحزينة في ذاكرة “إسرائيل”، مما يعمق أزمتها في مواجهة صمود واستمرارية المقاومة.

الجيش الإسرائيلي، الذي كان يُنظر إليه يومًا ما كقوة لا تُقهر، يجد نفسه اليوم تائهًا بين استراتيجياته الفاشلة، وسط عزلة أخلاقية وسياسية متزايدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى