الخبر الرئيسيتقارير ودراسات

“صالح شوكة” تحليل إخباري: سياسة الاحتلال بين القصف وفتح الحواجز—محاولة لزعزعة المجتمع الفلسطيني

قررت قوات الاحتلال الإسرائيلي فتح حاجز الجلمة لأول مرة منذ 7 أكتوبر، بعد فرض حصار اقتصادي خانق على مدينة جنين، والذي يعد الأصعب منذ عام 2020. يأتي هذا القرار في وقت حساس بالتزامن مع قصف محيط المخيم الذي أدى إلى استشهاد القيادي إسلام خمايسة وإصابة عدد من الشبان.

**استراتيجية مزدوجة**

يمثل قرار فتح الحاجز بعد قصف محيط المخيم محاولة واضحة من الاحتلال لاستغلال الظروف الاقتصادية والسياسية لخلق انقسامات داخل المجتمع الفلسطيني. فتح الحاجز يهدف إلى تخفيف بعض الضغوط الاقتصادية على المدينة، ولكن توقيته بعد اغتيال قيادي بارز يجعل النوايا الحقيقية للاحتلال مشكوك فيها. يبدو أن الاحتلال يسعى لتجربة قدرته على التلاعب بالجبهة الداخلية الفلسطينية، واختبار ردود الفعل الشعبية بين اختيار الحداد على الشهيد أو الاستفادة من الفرص الاقتصادية.

**نهج “فرق تسد”**

يعمل الاحتلال على سياسة “فرق تسد” من خلال محاولة خلق شرخ داخل المجتمع الفلسطيني. فتح الحاجز في هذا التوقيت يسعى لإجبار الفلسطينيين على الاختيار بين مواصلة الإضراب حدادًا على الشهيد أو استغلال الفرصة الاقتصادية التي يوفرها فتح الحاجز. هذه الاستراتيجية تستهدف تقليب الحاضنة الشعبية على المقاومة وزعزعة الوحدة الداخلية.

**التصدي لمحاولات التفتيت**

من المهم أن يكون المجتمع الفلسطيني واعيًا لهذه الاستراتيجيات الخبيثة. الفهم العميق لنوايا الاحتلال والتصدي لمحاولاته خلق انقسامات يعد أمرًا حيويًا للحفاظ على الوحدة والتماسك الداخلي. يجب ألا يسمح الشعب الفلسطيني للاحتلال بأن يحقق أهدافه في تفتيت الجبهة الداخلية، بل يجب تعزيز التضامن والوقوف معًا في مواجهة هذه التحديات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى