فلسطينيمقالات

الكاتب والمحلل السياسي “محمد القيق ” قراءة في اليوم 60.. فخاخ الموت‍


“إن لم يكن الصديق وقت الضيق فلا حاجة لأن يحملَ لقب صديق”
شهران حملا عواجل كثيرة ومواقف عديدة، وشطبت فيها من السجل المدني آلاف الأسماء لأطفال ونساء، تغيرت ظروف وبُنيت ثقافات، اهتزت ضمائر وفُضحت خطابات تُبدد وهم أشقاء؛ ذلك المصطلح الذي يدلل على القرب.
* “ضغوطات دولية” مفتاح خروج تستخدمه “إسرائيل” حينما تفشل في الميدان وتتلقى ضربات مؤلمة، فبات دائما الانهزام بطريقة منمقة باستخدام “ضغوطات دولية”، وهذا المفتاح منذ ٦٠ يوما لم يستخدم إلا في حالات وصل فيها المستوى العسكري لطريق مسدود وإحباط من عدم تنفيذ الأهداف، وسيزيد تداولها خلال هذا الأسبوع بشكل كبير ما يعني أن الميدان ازداد صعوبة.
* تضليل عسكري قسامي وقعت فيه “إسرائيل” حرفيا؛ من خلال الإطباق على القوات، وإدخالها المحاور الشمالية والوسطى، وإبقاء العقد القتالية ساكنة لإقناع القيادة العسكرية الإسرائيلية أنها أنجزت شمالا بصورة سريعة ما دفعها للتزامن بالدخول للجنوب، ثم كانت المفاجأة بفخاخ الموت تستنفر كل القطاع بصورة عنيفة متكررة مؤلمة بعقد قتالية وأنفاق التفافية، وبذلك تم التضليل ومضاعفة الخسائر وشل الغطاء الجوي.
* عض الأصابع الذي يمارس من الأطراف يشير إلى أيام قليلة قبيل جولة سياسة جديدة، ظنت فيها “إسرائيل” أن سقف المقاومة انخفض والإملاء سيكون عليها أسهل بعد أن دخلت مرحلة ثانية من الحرب؛ فإذا بالميدان يزيد من :
– بشاعة “إسرائيل” في العالم وخسارتها للدبلوماسية والإعلام، وهذا يذكر بما قاله “كيسنجر” وزير خارجية أمريكا الأسبق لرئيسة وزراء “إسرائيل” آنذاك “جولدا مائير” أثناء حرب ١٩٧٣ في محادثات وقف إطلاق النار “أنتِ تربحين التكتيك وتخسرين الدبلوماسية”.
– ضرب معنوية الجبهة الداخلية باستمرار القصف لتل أبيب والمدن، وتعطل الحياة العامة، وتشرد مستوطنات الشمال والجنوب، وإحباط أهالي الأسرى الجنود بعد تصريحات “جالانت” ولقاء “نتنياهو” بأن استخباراتهم فشلت مجددا، ما ينعكس على حياة أبنائهم.
-إحباط في أوساط القوات المقاتلة بانعدام الأمن الشخصي لفشل الاستخبارات ومباغتتهم في مواقع التحشد والدبابات، وانسداد الأفق السياسي على وقع ارتفاع المناكفات وتشتت الأهداف وتراجع القيادة السياسية في كثير من المراحل.
في المحصلة خسرت “إسرائيل” ما كانت بنته وصولا إلى ٧ أكتوبر على صعد عدة تطبيعية واقتصادية ومعنوية واجتماعية ودولية وإنسانية، وبناء شراكة مع دول وإنهاء مقاطعة وقطيعة وإعادة سفراء وتقوية اتصالات واستثمارات وجلب استيطان ومهاجرين.. مشروع الصهيونية تلقى ضربة لا يمكن أن تكون عابرة في ظل معطيات الطوفان، واستمرار التعنت في قبول الحل السياسي وتطبيق القوانين الدولية سيزيد الخسارة “لإسرائيل”، والمراهنة على الزمن يخسرها التكتيك والدبلوماسية والسياسة والميدان.
محمد القيق‍

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى