اسرائيلياتالخبر الرئيسي

السنوار رجل صلب وسيقاتل حتى آخر رصاصة كيف ينظرون في “إسرائيل” إلى “الصفقة الكبرى”؟

تدرس إسرائيل مقترحا جرى تداوله في اجتماعات الدوحة، بمشاركة رئيس الحكومة القطرية رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، يقضي بوقف طويل للنار يشمل صفقة كبيرة، مفادها، “إطلاق كل الأسرى في غزة أحياء وموتى، مقابل تبييض السجون الإسرائيلية ووقف القتال لفترة مطولّة”، وفق ما أكدت، مساء الأربعاء، الإذاعة العبرية الرسمية.

ورجحت أن زعيم حركة “حماس” في غزة، يحيى السنوار، سيسارع للموافقة على المقترح وسيعتبر هذه الحرب، حرب “الجرف الصامد” (2014) ثانية، تنتهي بهدنة طويلة ما يعني إسرائيليا التخلي عن أهداف الحرب، أي تدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحماس.

الجواب كان نعم

وقال المعلق السياسي في الإذاعة، سليمان مسودة، إنه توجّه بالسؤال لبعض أعضاء الكابينيت الإسرائيلي هل يعني أن مثل هذه الصفقة الكبرى بقاء إسرائيل ملتزمة بأهداف الحرب وهل هذا يعني تصفية قيادات حماس بعد حين؟”. ويتابع:” كان الجواب غير الرسمي: نعم”.

وأكد، ما أشارت له وسائل إعلام عبرية أخرى في الأيام الأخيرة أن المواقف داخل الكابينيت الإسرائيلي، منقسمة حيال هذا السؤال حول مستقبل الحرب وهذه الصفقة.

وتابع: “حاولنا الحصول على أجوبة من أعضاء الكابينيت ولم نتلق جوابا وسيجتمع الكابينيت، وفي التزامن يهدد بعض الوزراء بالخروج من الحكومة في حال وقف الحرب”.

ووفق صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإن الصفقة، تقضي بالإفراج عن كبار بالسن أولاً ثم جنود الاحتياط ثم جنود الجيش النظامي، مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

وعدم تحقيق تل أبيب لهدفها بتدمير “حماس” يعني أنها فشلت مما يعني تضرر قوة ردعها وهيبتها.

ولذا، هناك جهات إسرائيلية رسمية، تحذّر من هذا السيناريو، آخرها وزير الأمن الأسبق النائب أفيغدور ليبرمان. الأخير قال، في تصريحات إعلامية أن “وقف الحرب الآن يعني فشلا ذريعا بحجم الفشل الذريع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بسبب التراجع عن هدف الحرب”، محذّرا أن من تبعات ذلك توجيه “ضربة قاضية لقوة الردع وخروج يحيى السنوار مع شارة الانتصار”

أوساط غير رسمية، تحذّر من ذلك أيضا، كأستاذ الحقوق في جامعة بار إيلان البروفيسور يديدياه شطيرن. وعلل في حديث للإذاعة العبرية، تأييده مواصلة الحرب دون اكتراث للجنود الأسرى، بالإشارة “للواجب بعدم التضحية بمصالح الأمن القومي الإسرائيلي خدمة لمصالح إفراد إسرائيليين”.

ورغم أن هناك عوامل أخرى تضغط وتدفع بإسرائيل نحو مواصلة الحرب، وهي رفض سكان المستوطنات الحدودية في الشمال والجنوب (220 ألف نسمة) العودة لبيوتهم قبل أن يتم إسقاط “حماس” وإبعاد “حزب الله” عن الحدود، إلا أن استئناف الحرب بالنسبة لإسرائيل يعني أيضا خسائر أكبر في الجنود، لأن القتال في جنوب القطاع أصعب و”حماس” ما زالت تحتفظ بقدراتها، كما أكد أمس رئيس الحكومة ووزير الأمن سابقاً إيهود باراك في مقال نشرته “هآرتس” بطبعتها الانكليزية، أول أمس، موضحا أن حماس بعيدة عن الانهيار.

كذلك، بين، ميخا كوبي مسؤول سابق في “الشاباك” (حقق مع يحيى السنوار في الماضي عندما كان أسيرا محكوما بأربعة مؤبدّات) للإذاعة العبرية العامة، إنه “يعرف السنوار بشكل ممتاز، هو رجل صلب وعنيد وعقيدته راسخة ويؤمن بضرورة زوال إسرائيل، والاستسلام غير موجود في قاموسه وسيقاتل حتى آخر رصاصة”.

 

كما أوضح المحاضر الخبير في الشؤون الفلسطينية ميخائيل ميليشتاين أن حماس فوجئت بطول نفس إسرائيل وجاهزية الإسرائيليين بتحمل ثمن الحرب من أجل تحقيق هدفها بتدمير حماس، ولكن هناك تساؤلات ومخاوف من التورط في وحل غزة وفي حرب استنزاف طويلة تكون مكلفة ودون فكرة عن اليوم التالي”.

 

كذلك فإن المساس بالمدنيين الفلسطينيين سيكون أكبر في حال استئناف الحرب، خاصة في جنوب القطاع، وهذا من شأنه زيادة الاحتجاجات في العالم، وتبديد الشرعية الدولية للحرب.

 

وهذا ما يدفع المحلل العسكري في “هآرتس”، عاموس هارئيل، للقول إن مهمة إسرائيل بشرح موقفها في الحلبة الدولية ستكون أصعب “ففي عيون حكومات أوروبية قد افتتح مسار خروج من الحرب: هدن في القتال يتم تمديدها مرة تلو المرة تتخللها مفاوضات حول المخطوفين. حسب هذا التوجه على إسرائيل أن تقر بأنها تلقت ضربة صعبة في مطلع الحرب وتقليص الضرر وليس السعي لإلحاق الهزيمة بحماس في حرب طويلة. كما أن الوقت الذي مر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول يقلل من وطأة وتأثير فظائع حماس بعيون العالم، خاصة وهو يطلع على حجم الدمار والقتل في القطاع”.

 

مقصد واشنطن

 

والأهم من الموقف الأوروبي، هو الموقف الأمريكي، فواشنطن ما زالت تدعم إسرائيل وهدف حربها وهي معنية بتمديد هدنة وربما وقف إطلاق نار طويل، لكنها متمسكة بسؤال اليوم التالي بعد الحرب، إضافة لرغبتها بالحصول على ضمانات إسرائيلية بعدم تهجير المدنيين في جنوب القطاع وتقليص المساس بهم وإدخال ماء وغذاء ودواء لهم علاوة على رغبتها بعدم اتساع النار لتصبح إقليمية ورغبة بايدن بالتفرغ للشؤون الأخرى، خاصة الداخلية.

 

وهذا ما دفع مستشار الأمن الأسبق الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، للقول إن “أمريكا تقول لنا: أنا معكم في تحقيق أهداف الحرب، لكن لا يمكن المساس بالمدنيين في جنوب غزة ولابد من الإشارة لليوم التالي وإدخال وقود وغذاء بكمية كافية، وهذه أمور متناقضة تحمل رسالة بوقف الحرب”.

 

وربما شملت تصريحات جون كيربي الناطق بلسان مجلس الأمن القومي تلميحا لذلك بقوله ليلة البارحة إن “الولايات المتحدة لا تدعم حملة في الجنوب قبل أن تظهر إسرائيل خطة بعدم تهجير الغزيين هناك وإن إسرائيل تعلم ذلك”.

 

ويبدو أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، للمنطقة تهدف لمعالجة ما يتعدى الهدنة المؤقتة، خاصة وأن بلاده كانت شريكة في هذه الحرب عسكريا ودبلوماسيا وماليا منذ يومها الأول.

 

وهذا ما يدفع محرر صحيفة “هآرتس” ألوف بن للقول إنه بمقدور إسرائيل مواصلة الحرب فالضغوط الداخلية ليست كبيرة ولكن أمريكا شريكة في قرار الحرب، موضحا أن “تجديد القتال في غزة وبالتأكيد مع حزب الله يحتاج لموافقة أو تفهّم من واشنطن، لكن نتنياهو يحاول اختبار بايدن وابتزازه من خلال معادلة تقول لـبايدن: بيدك فيتو في الأمم المتحدة وبيدي أنا صديقي ألون ماسك مالك شبكة “إكس” واسعة الانتشار والتأثير، وأنت على مسافة شهور من الانتخابات الأمريكية.”

 

كذلك، يشير هارئيل للتغيير المحتمل في الموقف الأمريكي، فيقول إن “حركة حماس تلقت ضربة جوهرية في شمال القطاع وتستغل الهدنة لترتيب أوراقها والتقاط أنفاسها كما تفعل إسرائيل أيضا”، مرجحا “مواصلة تمديد الهدنة لمزيد من الأيام مقابل الإفراج عن المزيد من المخطوفين، وسط مؤشرات حول صفقة أكبر. ويرجح أيضا أن زيارة بلينكين للمنطقة من الممكن أن تعيق استئناف الحرب قليلا ولكن خلال أيام إذا لم يحدث تغيير، فالجيش يستعد للعودة للهجمات العسكرية في الشمال والجنوب داخل القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى