الخبر الرئيسيانتهاكات الاحتلالفلسطينيفي المواجهة

اليوم الـ 28 للعدوان.. غزة على أبواب إبادة جماعية وكارثة إنسانية

لم تختلف الصورة في اليوم الـ 28 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة المحاصر، بل زادت قسوة.. غارات كثيفة ومجازر واستهداف للمدنيين بأسلحة محرمة دوليًا وصلت لتل أبيب من واشنطن حليفة “إسرائيل” في قتل الشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره.

وزادت آلة الحرب “الإسرائيلية” من وتيرة استهداف المربعات السكنية في المخيمات والأحياء في القطاع، لا سيما تلك التي لجأ إليها النازحون من منازلهم، تزامنًا مع ارتكاب مجازر بحق المدنيين، والتي كان أبرزها أمس الخميس مجزرة مخيم جباليا التي راح ضحيتها قرابة الـ 1000 مواطن مدني بين شهيد وجريح ومفقود تحت الأنقاض، ومجزرة البريج التي دُمّر فيها مربع سكني كامل.

وفي السياق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن “إسرائيل” أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة في إطار حربها واسعة النطاق المتواصلة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، وهو ما يعادل قنبلتين نوويتين.

وحذّر خبراء أمميون من أن “الوقت ينفد لمنع الإبادة الجماعية والكارثة الإنسانية في غزة”، معربين عن “إحباطهم العميق من رفض إسرائيل وقف خطط تدمير قطاع غزة المحاصر”.

وشنّ طيران الاحتلال الحربي، فجر اليوم الجمعة، غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية طالت عدة منازل ومواقع مدنية، وتركزت في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وبيت لاهيا ومخيم البريج، وسط القطاع، وأحياء الزيتون وتل الهوا والكرامة في مدينة غزة، وأخرى في مدينة دير البلح، ودوار التوام شمالًا.

وقصفت طائرات الاحتلال، صباح اليوم، منزلاً يعود لآل البربراوي في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ونفذت “حزاماً نارياً” في منطقة تل الهوى في غزة.

وأُعلن عن سيدة ونجلها في قصف إسرائيلي استهدف سيارة مدنية كانت تقل نازحين غرب غزة، بينما قالت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية إن 20 ألف جريح فلسطيني في غزة بانتظار العلاج.

واستهدفت البوارج البحرية الإسرائيلية عدة مناطق في المحافظة الوسطى في قطاع غزة.

وذكرت مصادر طبية أن شهيدًا وعدة إصابات وصلت مستشفى شهداء الأقصى جراء القصف الأخير على مخيم البريج.

وأفادت جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني” بأن عددًا من النازحين في مستشفى القدس بمدينة غزة، قد أصيب نتيجة تهشم الزجاج الداخلي للمباني، بفعل غارات الاحتلال بمحيط المستشفى.

وكانت مصادر اخبارية ، قد أشار إلى أن طائرات الاحتلال الحربية شنّت عدة غارات في محيط مستشفى القدس بحي تل الهوى غربي مدينة غزة، فجر اليوم الجمعة.

واستهدفت الزوارق الحربية “الإسرائيلية” فجر الجمعة، المناطق الشمالية لمدينة غزة بعدة قذائف. بينما قالت مصادر طبية إن شهيدًا نُقل إلى مستشفى ناصر الطبي جراء استهداف بجوار محطة عصفور في بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس.

واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية مقبرة مخيم البريج وسط قطاع غزة، بغارتين؛ دون الإبلاغ عن شهداء أو إصابات.

غارات الاحتلال وقصفه المستمر وضع القطاع أمام “كارثة صحية مُحتّمة”، تزامنًا مع إعلان وزارة الصحة أمس الخميس، عن توقف المولد الرئيسي للكهرباء في المستشفى الإندونيسي، ما “سيضع المرضى في خطر محدق”.

وأعلن مدير مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، محمد أبو سلمية، مساء الخميس، توقف المولد الرئيسي في المجمع والبدء بالعمل بالمولد الثانوي.

بينما أشار مكتب الإعلام الحكومي إلى أن 32 مركزاً صحياً في قطاع غزة خرجت عن الخدمة، جراء قصف الاحتلال للمستشفيات الكبيرة وقطع الوقود عنها والضغط المتواصل على الطواقم الطبية.

وقالت وزارة الصحة في مؤتمر صحفي، إن 4 من مرضى السرطان فقدوا حياتهم اليوم جراء توقف مستشفى الصداقة التركي، المركز الوحيد المخصص لعلاج مرضى السرطان في قطاع غزة، بسبب أزمة نفاد الوقود.

ودعت “الصحة”، العالم الحر والمنظمات الدولية لـ “العمل فورًا” لإدخال الوقود اللازم لتشغيل مستشفيات قطاع غزة “قبل فقدان المزيد من المرضى حياتهم بسبب أزمة نفاد الوقود”.

تضرر 212 ألف وحدة سكنية في القطاع..

وكان المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، قد أكد أن الاحتلال يدعي قصف 12 ألف هدف في غزة منذ بدء العدوان. مبينًا: “لكن كل أهدافه مدنية موزعة بين البيوت الآمنة والمرافق العامة والمشافي”.

وبيّن: “أكثر من 212 ألف وحدة سكنية تضررت و35 ألف وحدة سكنية هدمت بشكل كلي، إضافة إلى تدمير 85 مقراً حكومياً وعشرات المرافق العامة من بينها المركز الثقافي الأرثوذكسي”.

ونوه إلى أن الاحتلال استهدف 214 مدرسة تعرضت لأضرار متفاوتة منها 45 مدرسة خرجت عن الخدمة.

وأكمل: “تضرر 164 مسجداً بفعل العدوان على غزة منها 54 تعرضت للهدم الكلي 110 جزئياً، عدا عن استهدافه 3 كنائس لأهلنا المسيحيين في القطاع”.

وقال معروف إن الاحتلال ارتكب 965 مجزرة في قطاع غزة خلال الـ 27 يومًا الماضية. منوهًا إل وجود 2060 بلاغًا عن مفقودين.

ووثقت الطواقم الطبية استشهاد 135 شهيد من الكوادر الطبية و40 صحفي و18 ضابط من الدفاع المدني و49 من الأئمة والدعاة والوعاظ.

9061 شهيدًا..

وفي أحدث معطيات صادرة عن وزارة الصحة، بيّنت بأن عدد الشهداء ارتفع إلى 9061، بينهم 3760 طفلًا و2326 سيدة، وبينما ارتفع عدد المصابين إلى قرابة الـ 23 ألفًا بجروح مختلفة بينها خطيرة وحرجة.

وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة، بأن “الاحتلال ما زال يرتكب مجزرة تلو أخرى، ويركز على المناطق المأهولة بالسكان”. منوهًا: “الاحتلال ارتكب 15 مجزرة في 24 ساعة راح ضحيتها 256 شهيدا”.

وفي مجزرة جديدة، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، قبل منتصف الليل، منزل عائلة أبو حطب، في خانيونس جنوبي قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 11 مواطنًا، بينهم مراسل تلفزيون فلسطين الصحفي محمد أبو حطب وزوجته وابنه.

نوهت جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني” في غزة إلى أن قوات الاحتلال تستهدف بشكل مباشر مستشفى القدس في تل الهوى غربي مدينة غزة بأعيرة نارية وإصابة نازحين اثنين في الصدر والبطن.

 

المقاومة تواصل طوفانها..

وفي ظل تواصل العدوان والمجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، ومحاولات التوغل البري في عدة محاور، لا تزال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، توجع وتصيب الاحتلال في مقتل، وتلحق به خسائر كبيرة.

وبينما تمارس المؤسسة العسكرية الإسرائيلية سياسة التعتيم على خسائرها التي تتكبدها تباعًا على يد المقاومة في غزة، تأتي تصريحات المقاومة المدعومة بمقاطع مصورة لمقاتليها، وهم يستهدفون دبابات الاحتلال وآلياته وجنوده من نقطة صفر لتفضح هشاشة جيشه أمام سواعد المقاومين.

ومع بدايات صباح اليوم الخميس، أعلنت كتائب القسام أن مجاهديها باغتوا قوة إسرائيلية في منطقة الأمريكية شمال غرب بيت لاهيا، وأجهزوا على 4 جنود من مسافة صفر.

وذكرت الكتائب في بلاغ لاحق أيضًا، أن مجاهديها استهدفوا دبابة إسرائيلية بأربع قذائف “الياسين 105″، و3 آليات إسرائيلية في محور شمال غرب غزة بقذائف “الياسين105”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، صباحًا، مقتل أربعة من جنوده في معارك دارت مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة، وإصابة إثنين بجراح خطيرة.

وفي السياق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن مدينة “إيلات” السياحية تحولت إلى ملجأ لنحو 60 ألف ممن تم إخلاءهم من المستوطنات.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى