الخبر الرئيسيمقالات

بقلم “صالح شوكة” الدموع الزائفة: حقيقة مواقف الأنظمة العربية تجاه فلسطين

مشهد الأنظمة العربية: وسيط أم متآمر؟

في ظل التحولات السياسية السريعة والتغيرات الجذرية التي تشهدها المنطقة العربية، برزت الأنظمة العربية بتوجهات وسياسات جديدة، تجعل المراقب يتساءل عن مدى جديتها وصدقها في التعامل مع القضايا العربية المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ففي الوقت الذي تتصاعد فيه الهجمات على الشعب الفلسطيني ويزداد الحصار قسوة، تظهر بعض الأنظمة العربية وكأنها مجرد وسطاء في مشهد سياسي عبثي، بينما هي في الواقع تساهم في تهيئة الأجواء للتطبيع والتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي.

دور المتفرجين والصامتين

بينما تقف بعض الأنظمة العربية متفرجة على ما يحدث في فلسطين، مغلقة أفواهها وكأنها “شياطين خرس”، لا تسمع ولا ترى ما يحدث من انتهاكات وجرائم يومية، تتسارع أخرى لعقد قمم أمنية تحت ذرائع مختلفة. هذه القمم، التي تُعقد بزعم حماية الأمن والاستقرار، لا تعدو كونها منصات لتمرير سياسات تُفضي إلى مزيد من التنسيق الأمني مع الاحتلال، وضرب القوى المقاومة والمناصرة للقضية الفلسطينية.

دموع التماسيح وتناقض المواقف

ومما يزيد من مرارة المشهد، تلك التصريحات الرنانة التي تُطلقها بعض الأنظمة العربية، محملة بالدموع والتعاطف المزيف مع الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تواصل فيه سياساتها المزدوجة التي تخدم أجندات خارجية. هذه الأنظمة تتباكى أمام الشاشات بدموع التماسيح، بينما في الخفاء تساهم في تكريس الوضع القائم، بل وتزيد من وطأته على الشعب الفلسطيني

غلمان بايدن” وإذلال الشعوب

إن ما يزيد الطين بلة، هو تماهي هذه الأنظمة مع سياسات القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. فقد باتت بعض الأنظمة العربية أشبه بـ”غلمان بايدن”، تنفذ أوامره وتحقق مصالحه على حساب كرامة وحقوق شعوبها. هذا التماهي والانسياق وراء الأجندات الخارجية جعل الشعوب العربية تعاني من الذل والهوان، وسط حالة من العجز واليأس.

خلاصة

في ضوء ما سبق، يمكن القول إن الأنظمة العربية تعيش حالة من الازدواجية والتناقض في مواقفها وسياساتها تجاه القضية الفلسطينية. وبينما تستمر في إصدار البيانات والإدانات، فإن أفعالها على الأرض تفضح نواياها الحقيقية. وعلى الشعوب العربية أن تكون واعية ومدركة لهذه اللعبة السياسية، وألا تنخدع بالتصريحات البراقة التي لا تتجاوز كونها محاولات لتجميل الوجه القبيح لهذه الأنظمة.

التغيير الحقيقي لن يأتي إلا من خلال وعي الشعوب وإرادتها في التخلص من هذه الأنظمة المتخاذلة، وبناء مستقبل أفضل يعتمد على العدل والحرية والكرامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى