الخبر الرئيسيمقالات

بقلم “صالح شوكة” اغتيال نصر الله: احتفالات تضع أصحابها في صف الاحتلال

عندما أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، تعالت أصوات الفرح والتأييد من جهات متعددة، بعضها كان متوقعًا من دولة الاحتلال وحلفائها، لكن المفاجئ كان أن بعض تلك الأصوات جاءت من العالم العربي، وحتى من داخل فلسطين نفسها. هذا التفاعل المحزن يثير تساؤلات عميقة حول هوية ومواقف هؤلاء الذين احتفلوا بهذا الاغتيال.

لم يكن اغتيال نصر الله مجرد عملية عسكرية؛ بل كان ضربة موجهة إلى كل من يمثل خط المقاومة والممانعة ضد الهيمنة الصهيونية، سواء في فلسطين أو لبنان أو أي مكان آخر. فهذا الرجل، الذي قاد معارك المقاومة وقدم التضحيات العظيمة في سبيل تحرير الأرض، كيف يمكن لبعض الفلسطينيين أن يجدوا في موته ما يستدعي الفرح؟

الاحتفال بموت نصر الله من قبل بعض الفلسطينيين يطرح تساؤلات حول إدراكهم لطبيعة الصراع. كيف يمكن لفلسطيني أن يحتفل بينما غزة تحت الحصار، وأطفالها يعانون يوميًا من القصف والجوع؟ كيف يمكن لهم أن يفرحوا في الوقت الذي يقف فيه رجال المقاومة، جنبًا إلى جنب مع كل شريف، للدفاع عن قضيتهم؟

الأخطر من ذلك، هو أن هؤلاء الذين يشمتون أو يحتفلون باغتيال نصر الله هم في الواقع يقفون في دائرة الاحتلال نفسها، حتى وإن لم يدركوا ذلك. إنهم يساهمون في تحطيم المعنويات وخلق الفتنة، تمامًا كما يريد العدو. بدلاً من أن يكونوا سندًا للمقاومة، تحولوا إلى أبواق تخدم مصلحة الاحتلال دون وعي.

علينا أن ندرك أن المقاومة ليست مجرد شعارات تُرفع في الأعياد والمناسبات، بل هي التزام أخلاقي وعقائدي يمتد عبر الأفعال والمواقف. من المهم أن نتذكر أن كل احتفال بموت من يناضل ضد الاحتلال هو احتفال بمصلحة العدو، وأن التاريخ لن يرحم من يضع نفسه في صفوف الخونة.

فلنقف جميعًا مع المقاومة، ولنعتبر أن أي انقسام في الصفوف هو انتصار للاحتلال. في زمن يُحتفل فيه بقتل القادة الذين يناضلون من أجل حقوقنا، يجب أن نتوحد وندعم أولئك الذين يقاومون، لأن وحدتنا هي مفتاح انتصارنا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى