فلسطيني

استهداف المسعفين وعناصر الدفاع المدني يعقّد جهود إنقاذ ضحايا العدوان

منذ اليوم الأول من العدوان، يواصل الاحتلال استهداف المسعفين، وكذلك مركبات وفرق الدفاع المدني والعديد من أطقم مزودي الخدمات في قطاع غزة، ما يعرقل جهود الإنقاذ، ويجعل الوصول للمصابين عملية خطرة ومعقدة.

وفي تطور كبير وخطير في استهداف الأطقم الطبية والإنسانية والخدماتية، قصفت طائرات الاحتلال بشكل مباشر مقراً للدفاع المدني في منطقة التفاح شرق محافظة غزة، ما تسبب بسقوط خمسة شهداء من عناصر الدفاع المدني، وجرح ثمانية آخرين، وتدمير سيارات إطفاء ومعدات إنقاذ.

وانطلقت في ساعات صباح أمس، مسيرة محمولة غاضبة شاركت فيها سيارات إسعاف، ودفاع مدني في اتجاه المقر المقصوف، تعبيراً عن حالة الغضب، جراء تكرار استهداف مزودي الخدمات.

جرائم حرب علنية

من جهته، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، أن قصف الاحتلال لمقر الدفاع المدني واستشهاد خمسة من طواقمه وإصابة ثمانية آخرين، هو جريمة حرب جديدة تضاف لجرائم الاحتلال التي تتطلب المساءلة والملاحقة والعقاب، موضحاً أن الدفاع المدني جهاز مدني يقدم خدمات الإنقاذ والإطفاء، وقد تعرضت طواقمه أكثر من مرة للاستهداف خلال المهام الميدانية منذ بداية العدوان.

وأشار معروف إلى أنه وبدلاً من الاستجابة لنداء الإغاثة الذي أطلقه جهاز الدفاع المدني للعالم قبل ساعات، بطلب المعدات وأجهزة الإنقاذ اللازمة لانتشال مئات الشهداء، وتسريع مهام إجلاء الجرحى من تحت أنقاض البنايات المدمرة، قام الاحتلال بقصف مقره بشكل مباشر، في رسالة تحد للعالم، واستهتار بكل المواثيق التي تكفل حماية طواقم الإنقاذ، وتفرض تقديم المساعدة اللازمة لإنجاح مهامهم.

وأكد معروف أن هذه الجريمة تستدعي رداً دولياً عملياً يتناسب مع فداحتها، وتتطلب تدخلاً فورياً من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للحماية المدنية، لحماية طواقم الدفاع المدني، وإمدادهم بالمعدات المطلوبة لإنجاح مهامهم في إنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء.

وقبل استهداف مقره، كان الدفاع المدني في غزة أعلن أنه ونتيجة للاستهدافات المتكررة للمنشآت المدنية والتي بلغت ٢١٨٥ مبنى سكنياً، ما راكم العديد من المهام والتي تفوق قدرات الدفاع المدني، وتعدد النقاط الساخنة في نفس اللحظة خاصة في ظل تعدد الاستهداف لأكثر من 20 استهدافاً في وقت واحد، والجزء الأكبر منها هو استهداف لمبانٍ مأهولة بالسكان، أطلق مناشدات بإمداد الطواقم بمعدات إنقاذ أكثر تطوراً، خاصة مع وجود المئات من المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة.

في حين قال الناطق باسم داخلية غزة إياد البزم، إنه وفي اليوم العاشر للعدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل على قطاع غزة، نحذر من كارثة إنسانية وبيئية بسبب وجود جثامين أكثر من 1000 شهيد تحت أنقاض المنازل المدمرة، ما سيرفع عدد الشهداء المسجلين لدى وزارة الصحة بشكل كبير، وينذر بكارثة بيئية وانتشار للأوبئة بسبب تحلل جثث الشهداء.

تدمير سيارات إسعاف

وقال رئيس اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة إياد زقوت، إن الاحتلال قتل 12 مسعفاً وأصاب نحو 30 مسعفا آخر بجروح مختلفة ودمر 23 سيارة إسعاف منذ بدء العدوان.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إضعاف القدرات الميدانية لوحدات الإسعاف للقيام بمهامها في إخلاء الضحايا.

وجددت وزارة الصحة بغزة تحذيراتها من قرب حدوث كارثة إنسانية، جراء الحصار، ومنع دخول الدواء والمستهلكات الطبية، وكذلك الوقود، في ظل انقطاع الكهرباء.

وإلى جانب كل ما سبق، واصل الاحتلال استهداف وقتل الأطباء بشكل متعمد، ومنهم أطباء من تخصصات نادرة، إذ قتلت الطائرات طبيب الحروق بمجمع الشفاء الطبي الدكتور مدحت صيدم والذي غادر مجمع الشفاء الطبي ليقضي احتياجات أسرته عقب سبعة أيام من العمل المتواصل، حيث عمد الاحتلال إلى تدمير منزله، وقتل جميع من فيه ليرتقي وعدد من أفراد أسرته شهداء، كما قتلت طبيب التخدير في مستشفى غزة الأوروبي الدكتور تامر الخياط، والطبيبة رزان الرخاوي، وغيرهم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى