في صفحات التاريخ، تبرز أسماء قادة عظام لا يمكن نسيانهم، فهم من اختاروا الوقوف بوجه الظلم والموت بشرف بدلًا من حياة الذل. هذا القائد الذي رحل اليوم كان واحدًا من هؤلاء الذين يصعب تعويضهم. قد يختلف الناس في حبهم له أو كرههم، لكن التاريخ سيشهد بأنه لم يكن متفرجًا مثل غيره. حين اشتدت المحن على غزة، وحين خذل العالم الفلسطينيين، كان هو من قال كلمة الحق، وقرر أن يمضي بها حتى النهاية. لم يخذل شعبه، ولم يخن الدماء التي سالت، بل ظل شامخًا حتى لحظة رحيله.
في عالم مليء بالتخاذل، كان بإمكانه أن يتراجع في أي يوم من عامٍ كاملٍ من المقاومة، لكنه بقي وفيًا لوعده الصادق. هذا القائد لم يختر حياة الراحة أو الابتعاد عن المواجهة، بل قرر أن يقف في الصفوف الأمامية دفاعًا عن غزة وفلسطين، متحديًا كل الضغوطات والتهديدات. لقد كان مؤمنًا بأن الموت بشرف خير من حياة الذل، ولذلك رحل وهو حامل لراية الكرامة والمقاومة.
وداعًا لمن كان سندًا لغزة عندما تخلى عنها الآخرون، لمن قاوم بشجاعة ودافع عن فلسطين حتى آخر قطرة من دمه. إن رحيلك اليوم ليس مجرد رحيل قائد، بل رحيل روح مقاومة تمثل كل ما يعنيه الصمود والشرف.
وإذ نودعك اليوم، فإننا لا ننسى جميع الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حرية فلسطين. أنت ومن سبقك من الشهداء رموزٌ للكرامة والعزة. دماؤكم لن تذهب هباءً، بل ستكون النبراس الذي ينير درب الأجيال القادمة نحو التحرير والحرية. في كل شهيدٍ راية، وفي كل رايةٍ وعدٌ جديد بأن هذه الأرض ستظل حرة بدماء أبنائها الأبرار. لكم المجد والخلود يا شهداء الوطن.